
{وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ} (الأنعام: من الآية105)، وبطرق كثيرة، وآيات ما بين آيات قولية، وما بين آيات من واقع الحياة، بشكل يتجلى فيه رحمة الله سبحانه وتعالى، ويتجلى في نفس الوقت قبح موقف الإنسان الذي لا يستجيب لهدى الله، ويتجلى أيضاً شدة البطش الإلهي، وأن الله سبحانه وتعالى لمَّا كان هو الغالب على أمره، والقاهر فوق عباده يأتي بطشه بشكل لا يستطيع الإنسان على الإطلاق أن يحمي نفسه، وكل ما كان يراها تشكل حماية له يراها لا تساوي شيئاً على الإطلاق.
مما تحدثنا حوله بالأمس قضية تعتبر أساسية جداً، يجب أن نفهمها جميعاً، فيما يتعلق بهدى الله سبحانه وتعالى، كيف يكون تعامل الإنسان مع الله، كيف تكون نظرته إلى الله، ونظرته إلى نفسه، برز مثال عجيب جداً من خلال كلام نبي الله موسى، بعد أن أخذته الرجفة هو والسبعين الشخص الذين اختارهم من وجهاء بني إسرائيل لميقات ربه، فقال بعد الحادثة الرهيبة: {رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ}(الأعراف: من الآية155)، هذه فيها آية عجيبة، ويكتشف الإنسان من خلالها أيضاً بأن في أنبياء الله ـ عندما تقدم أشياء تحكي مشاعرهم، وتصور لنا مشاعرهم ـ أن فيها ما يقتبس الإنسان الهدى فعلاً.
اقراء المزيد